الإدارة فن من فنون الحياة، وقد تطور هذا الفن تطورًا مذهلًا في العقود الأخيرة، وأصبح يحمل الكثير من القواعد التي تهدف إلى خلق مدير ناجح يقود المؤسسة نحو القمة.

والمدير الجيد لم يولد هكذا بالطبع، إنما اكتسب خبراته ومهاراته عبر سنوات من العمل، على الرغم من أن هناك مهارات شخصية تميز مدير عن آخر، إلا أن الخبرة أيضا لها عامل كبير في ثقل تلك المهارات الشخصية.

 

أشهر الأخطاء التي يرتكبها المدراء الجدد

 

في البداية، ومع الخطوات الأولى لك كمدير لمجموعة عمل، قد تتعرض إلى بعض الأخطاء غير المقصودة، والتي قد تعيق أو تؤخر من مسيرة نجاحك في الإدارة.

 

ما سنحاول أن نستعرضه معكم اليوم هو بعضًا من تلك الأخطاء التي قد يرتكبها المدراء الجدد عن غير وعي أو خبرة.


 

1- اتخاذ قرارات سريعة قبل التعرف على طبيعة العمل.

 

عند استلام مهامك كمدير جديد، قد يكون أول ما يخطر في بالك، هو البدء في إجراء بعض التغييرات والحركات في سير العمل؛ بهدف إصلاح المنظومة.

 

لكن انتبه، قد يكون الوقت ليس مناسبًا بعد لإجراء تلك التغييرات. إنما سيكون عليك في البداية أن تتخذ مسارا أكثر إيجابية نحو فريق عملك.

 

اعلم أن خطوة البداية يجب أن تكون في اتخاذ خطوات إيجابية نحو فريقك، فمثلا عليك:

 

- تكوين فريق عمل ناجح ومتكامل.

- خلق نوع من التناغم بين فريق العمل.

- دعم فريقك وإنشاء علاقة جيدة بينك وبين مرؤوسيك.

 

مثل تلك الخطوات قد يكون من شأنها أن تضمن اتخاذك خطوة أساسية يمكن الانطلاق منها نحو هدفك مباشرة.


 

2- التحدث كثيرا عن إنجازاتك في وظيفتك السابقة.

 

إن منصبك الحالي مرآة عاكسة لإنجازاتك السابقة، فلولا تلك الإنجازات ما تم تعيينك في هذا المنصب بصورة أو بأخرى.

 

ولكن الطبيعة الإنسانية تأبى إلا ان تذكر دائما منجزاتها لترى إعجاب الآخرين بها.

لذلك فإن وجدت نفسك تتحدث عن مهامك أو إنجازاتك في وظيفتك السابقة عليك أن تنتبه.

 

فليس هذا هو الوقت المناسب أو المكان المناسب لإستعراض قدراتك أو إنجازاتك الماضية.

 

ربما يكون الأهم من ذلك إثبات قدرتك على التكيف مع بيئة عملك الجديد بكل تفاصيلها، حتى لا يظن فريق عملك الجديد انك لست مستعدا بعد للبدء.


 

3- قضاء معظم الوقت داخل مكتبك.

 

من أشهر الأخطاء التي قد يرتكبها بعض المدراء الجدد هي قضاء معظم ساعات الدوام داخل مكاتبهم، وهو في الحقيقة خطأً فادحا.

 

لأنه من الضروري أن تعرف أن العلاقة بينك وبين الموظفين الذين تترأسهم قائمة بالأساس على التواصل وتبادل الخبرات والآراء فيما بينكم.

 

إليك الآن بعض الأفكار التي قد تساعدك على تقوية علاقتك بفريق عملك:

 

- حاول أن تخطط لاجتماعات أسبوعية لمتابعة سير العمل مع فريقك.

- حاول أن تجلس لبعض الأوقات خلال اليوم بالقرب من فريقك في مكان عملهم.

- عليك ألا تجعل باب مكتبك دائما مغلقا في كل الأوقات.

 

وهكذا فإن عليك أن تخلق نوع من العلاقة الجيدة مع فريق العمل الذي تترأسه. حتى تنجح مهمتك .


 

4- عدم الإلمام بتفاصيل عمل موظفيك.

 

يعتقد بعض المدراء الجدد أن دورهم القيادي إنما يتمثل في إعطاء الأوامر الكلية فقط، وتوزيع بعض المهام على الموظفين، ولا بالًا لتفاصيل عمل هؤلاء الموظفين.

 

ربما ليس عليك أن تهتم بجميع التفاصيل، ولكن من المفترض أن تفهم جيدا دور كل موظف؛ حتى تتكون لديك فكرة سليمة حول كيفية سير العمل، ونقاط القوة والضعف لدى موظفيك، مما يسهل عليك الإدارة ككل في النهاية.

 

يمكن لك بعد أن تتسلم مقاليد وظيفتك الجديدة، وتتعرف على فريق عملك ككل، أن تحاول أن تلتقي بكل موظف على حدة، وتتعرف أكثر على طبيعة عمله، والمهام التي يؤديها يوميا، وهل لديه أفكار لتطوير هذه الأعمال ، وما هي التحديات التي تواجهه وما إلى ذلك.




شارك الخبر