هل يمكن أن يكون الكورونا سببا في فقد وظيفتي؟

يساور الكثير منا قلقاً كبيراً هذه الأيام بسبب سرعة انتشار فيروس كورونا أو كيوفيد 19، الذي سيطر على العالم وأودى بحياة آلاف الأشخاص في دول متعددة على مدار الأيام الماضية.

لكن الخطر الذي شكله فيروس كورونا ليس فقط على المستوى الصحي، إنما على المستوى الوظيفي أيضاً، وخاصة أولئك الذين يعملون في أماكن عامة جدًا مثل المطارات والمستشفيات والفنادق، حيث تزداد احتمالية انتقال العدوى لهم، كما أنهم لا يستطيعون أن ينقطعوا عن العمل خشيةً على مستقبلهم الوظيفي ما بعد الكورونا.

ومن هنا يتسائل البعض عن الوضع القانوني في مثل هذه الظروف، وهل يحق لصاحب العمل أن يفصل موظفيه أو يعطيهم إجازة دون أجر؟ خاصةً في ظل حظر التجول الذي فرضته غالبية الدول، مما اضطر العديد من الشركات الى الإغلاق والتوقف الكامل عن ممارسة أنشطتها.

هل يحق للموظف الحصول على إجازة فقط بسبب الخوف من فيروس كورونا؟

تعمل بعض الشركات حالياً على التخلص من التجمعات وتحاول أن تمنح موظفيها إجازات، أو حتى تشجعهم على العمل من المنزل، لكن هذا الأمر يصعب تحقيقه في بعض الشركات أو المهن، لذا فإن البعض ما زال مضطرا إلى النزول اليومي والمداومة على العمل حتى مع استمرار انتشار الفيروس.

وقانوناً لا يحق لك كموظف أن تحصل على إجازة مرضية لمجرد أنك تخشى العدوى بالفيروس، لكن يحق للمريض المصاب بالفيروس أن يحصل على إجازة، لأن هذا سيعني وضعه تحت الحجر الصحي والإجازة الجبرية والإقامة سواء في المنزل أو في مستشفيات الحجر الصحي.

ويختلف الأمر بالطبع لو كنت ما تزال تحتفظ برصيد الإجازات السنوية الخاصة بك، حيث يحق لك أن تطلب الحصول على إجازة لمدة أسبوع أو إثنين أو أكثر حسب مايسمح به رصيدك السنوي.

أو تستطيع أن تتحدث مع مديرك المباشر لتطلب منه أن يمنحك إجازة، لكن هذا غير مضمون، خاصة في شركات القطاع الخاص، أو في المؤسسات الحيوية، حيث إنه من الصعب أن يتم الموافقة لجميع العاملين على إجازات في وقت واحد، لأن الجميع يخشون على أنفسهم من الكورونا.

بعض الشركات الخاصة حاليا تمنح موظفيها إجازات غير مدفوعة الأجر، هذا يعني أنك يمكن أن تحصل على إجازة لكن على حسابك الخاص، وقد يعرضك ذلك لفقد وظيفتك ولا تستطيع العودة لممارسة عملك بعد انتهاء فترة الإجازة.

هل يحق لي طلب العمل من المنزل بسبب انتشار كورونا؟

الحقيقة أن العمل من المنزل قد يكون هو الحل الأمثل حالياً، ولكن هذا لا يصلح مع جميع الوظائف، كما أن بعض المؤسسات لا تسمح لموظفيها بممارسة مهامهم عن بُعد، لذا فإن هذا الأمر يعود إلى طبيعة وظيفتك ومدى المرونة التي يتحلى بها مديرك أو صاحب العمل.


مقالات ذات صلة: 8 نصائح تؤهلك للعمل من المنزل أو عن بعد


ماذا لو كنت تحت الحجر الصحي؟

وجودك تحت مظلة الحجر الصحي لا يعني أنك مصاب بالفيروس، لكن مخالطتك لأحد الأشخاص الذين ثَبُتَت إصابته قد يوجب عليك البقاء بمفردك تحت الحجر الصحي في منزلك ولمدة 14 يوم، لمجرد ظهور بعض الأعراض البسيطة عليك أو حتى عدم وجود أية أعراض؛ لأنك قد تكون حاملا للفيروس فتنقله لغيرك دون أن تظهر عليك أنت أي من الأعراض أو علامات المرض.

 وبالتالي فإن البقاء تحت مظلة العزل الصحي في بيتك، وانقطاعك عن العمل قد يؤثر بالسلب على وظيفتك ويجعلك عرضة لفقدها، خاصة لو ثبتت إصابتك – لا قدر الله - .

وعلى الجانب الآخر وفي ظل هذا الوباء العالمي، فإن تعرضك للفصل لهذه الأسباب قد يكون أمرا من الصعب حدوثه، ويمكن لك أن تلجأ للقضاء والقانون لحمايتك من أيا من الإجراءات التعسفية التي قد تُتخذ ضدك.

في النهاية يجب أن نعرف أن فيروس كورونا أحدث خلخلة عميقة في العالم على المستوى الإقتصادي في غضون أسابيع قليلة جدا، والكثير من الشركات والمصانع والمؤسسات الكبرى تأثرت بشكل كبير، فما بالك بالشركات الصغرى والمتوسطة، وأصحاب المهن اليومية - إننا أمام وباء عالمي أغلق دولاً بأكملها.

لذلك فإن هناك قرارات متضاربة وغير مستقرة يتخذها بعض أصحاب العمل في الفترة الأخيرة، والحق أن الانتشار السريع للفيروس وكونه أصبح يلتهم الجميع دون أن يفرق بين شخص وآخر، خلق حالة من الذعر لدى الجميع ، يمكن أن تنتهي تداعياتها بمجرد انكماش العدوى والقضاء على الفيروس بمشيئة الله تعالى.
 


مقالات ذات صلة: وزارة الموارد البشرية توفر أكثر من 600 وظيفة للعمل عن بعد لجميع المؤهلات


- تابعنا لتصلك أحدث الوظائف وبرامج التدريب

- Twitter: اضغط هنا

- Telegram: اضغط هنا




شارك الخبر