مقابلة العمل - كيف ترفع ثقتك في الدقائق الحاسمة... 8 طرق فعالة

عندما يتعلق الأمر بـ مقابلة العمل، فإن السيرة الذاتية Curriculum vitae أو ما يُرمز لها اختصارًا بـ CV، ليست شيء تقريبًا بالنسبة لمسؤول الموارد البشرية أو المسؤول عن التوظيف في الشركة، ففي الواقع ورغم أن السيرة الذاتية مهمة، إلا أنها ستظل مجرد خبرات على ورق هدفها الرئيسي هو مساعدتك في العبور إلى مقابلة العمل نفسها، لكنها ليست بطاقة العبور إلى الوظيفة. وهو ما يعطي مقابلة العمل دومًا نوع من الرهبة التي تؤثر على ثقتك وقدرتك على الرد على الأسئلة والتعامل مع المواقف أثناء المقابلة.

وبشكل عام، فإن ارتفاع نسبة هرمون الكورتيزول في الدم قبل مقابلة العمل أمر طبيعي نظرًا لأن أحد الأسباب الرئيسية للتوتر هي المشاكل المهنية والتي قد تتمثل في ترك وظيفة قديمة أو التقدم لوظيفة جديدة، لكن كيف يمكنك التغلب على هذا التوتر ورفع ثقتك قبل الدقائق الحاسمة لمقابلة العمل؟ في هذا المقال سنتناول 8 طرق فعالة لذلك...

أولاً: حفز نفسك قبل الدخول إلى مقابلة العمل
التحفيز الذاتي أحد أكثر الأشياء التي تساهم في تحويل دفة الأمور إلى الإيجابية، حيث يمكن للتحفيز الذاتي قبل مقابلة العمل أن يحول كافة الأفكار السلبية حول عدم قدرتك على الرد على بعض الأسئلة بالإضافة إلى عدم اليقين بالحصول على العمل، إلى أفكار إيجابية تؤدي في النهاية لجعلك أكثر ثقة خلال الحديث والرد على الأسئلة التي توجه لك مهما كانت نوعيتها.

يتم تحفيز الذات قبل مقابلة العمل من خلال التحدث للنفس والتأكيد على قدرتك بالحصول على تلك الوظيفة وأنك تملك الخبرة الكافية التي تساعدك على ذلك.

ووفقًا لعدد من المختصين في مجال التدريب، ومن بينهم أشلي ألفيلار (الرئيس التنفيذي لشركة Monarch Results Coaching)، فإن هذه الطريقة تساعد بشكل فعلي على رفع الثقة في النفس قبل مقابلة العمل.

ثانيًا: ركز تفكيرك على إنجازاتك السابقة
الأسد الملك The lion King هو أحد أكثر القصص السينمائية نجاحًا لشركة ديزني، سواءً في إنتاجها الأخير أو ما سبقه، والتي كان أحد ركائزها الأساسية هو المشاهد الشهير بعنوان "تذكر من تكون Remember who you are" والذي تحولت من بعده الأحداث لصالح الأسد الأبن سيمبا. وهذا تمامًا ما يجب عليك فعله قبل مقابلة العمل؛ فقط تذكر من تكون.

فعندما تركز تفكيرك على أفضل ما قدمت في حياتك المهنية، هنا ستستطيع الدخول لمقابلة العمل بهدوء وثقة أكبر وأنت تعلم أنك قمت بأشياء كثيرة جيدة يمكنك التحدث عنها وإقناع مسؤول التوظيف بسهولة بأنك مناسب تمامًا لشركتهم.

ووفقًا لنصيحة المدربة المهنية، "أليسيا دوجيرتي"، فإن استدعاء هذا الشعور إلى رأسك قبل مقابلة العمل، وأن أنت هو الشخص الذي نجح فعليًا في أن يشعر في لحظة من اللحظات أنه قادر على فعل أي شيء يتعلق بعمله، يرفع من نسبة هدوئك وبالتالي ثقتك قبل المقابلة.

ثالثًا: جرب التأمل
التأمل واحدة من الطرق التي تساعد في إنهاء حالة التوتر قبل مقابلة العمل وبالتالي رفع ثقتك قبل الدقائق الحاسمة، وهو أحد الطرق التي تطرقت لها مؤلفة كتاب "إنطوائي واثق Confident Introvert"،  والتي اقترحت على المرشحين لمقابلة العمل التنفس في 5 دقائق عن طريق الشهيق لأربعة عدات وحبس الأنفاس لفترة قليلة ثم الزفير في أربعة عدات مع تكرار الأمر، مؤكدة أنها طريقة تساعد على تخطي مرحلة التوتر قبل مقابلة العمل وتعزيز الثقة.

ملاحظة: إذا كنت تمتلك جهاز ذكي قابل للارتداء فـ على الأغلب ستجد عدة برامج تعرف غالبًا بأسم "Breathe" أو ما شابه نفس المصطلح؛ يمكنها مساعدتك على أن تقوم بتمارين التنفس والتأمل بهذه الطريقة.

رابعًا: لماذا لا تمتن للأشياء؟
على غرار النقطة السابقة، فـ الإمتنان بتذكر الأشياء الإيجابية والاستمتاع بها يعطيك قدرًا من الميل نحو الإيجابية ويساعدك على أن تذهب إلى مقابلة العمل بشعور إيجابي يرفع من ثقتك. لذا، لا تتجاهل ابدًا استشعار السعادة والبهجة لوجود كل النعم في حياتك وتذكر أن أحدهم ذهب لمقابلة نفس الوظيفة وهو لا يملك شيء أنت تملكه.

خامسًا: قف!
هذه حالة شائعة بين الناس رغم كونها غريبة قليلاً، فـ البعض يشعرون بثقة أكثر عندما يكونوا واقفين بوضعية شبه عسكرية، ظهرهم مشدود وذراعيهم ممدوتين بجانبهم وذقنهم مرتفع قليلاً.

البعض يشبهون هذا الطراز من الثقة؛ بثقة الأبطال الخارقين، كون بعض الشخصيات السينمائية مثل سوبر مان لديه نفس الوقفة تقريبًا لكن وبغض النظر عن ذلك فقد تكون واحدًا من الأشخاص الذين يشعرون بثقة من وقوفك قبل مقابلة العمل.

سادسًا: ضع تصورًا إيجابيًا لخط سير المقابلة
التوازن في تصور الأمور أمر مناسب لكثير من المناسبات، ولو أن البعض لديه تحيز حول تصور الأحداث على نحو سيء للتجهيز لها بأقصى شكل ممكن، إلا أن هذين الأسلوبين قد يكونوا غير مناسبين ابدًا لتوترك المتوقع قبل مقابلة العمل.

فمن خلال تصور سير المقابلة على نحو سيء، كـ أن يقوم مسؤول التوظيف بالحديث عن قدرتك على فعل شيء بعيد تمامًا عن مهام وظيفتك الرئيسية أو طرح سؤال مزعج أو غيرها من الأشياء التي قد تحدث في مقابلة العمل، سيرفع من توترك بشكل كبير أثناء مقابلة العمل وسيكون دافعًا رئيسيًا في تدهور ثقتك في الحديث.

وعلى العكس، فإذا وضعت تصورًا إيجابيًا لمقابلة العمل فستشعر بثقة أكبر قبل الوصول إلى مكتب مسؤول الموارد البشرية لإجراء المقابلة.

ملاحظة: تأكد دائمًا أنك مستعد للإجابة عن الأسئلة من ثم استدعي هذا التصور الإيجابي، فقد تخطيء بالشعور بالإيجابية أكثر من اللازم ويتسبب هذا في تجاهلك للتفاصيل المهمة أثناء الاستعداد لمقابلة العمل.


أقرأ أيضا: أسهل طريقة لاجتياز المقابلة الشخصية بنجاح


سابعًا: جهز مكان المقابلة
في ظل جائحة كورونا فـ هناك العديد من مقابلات العمل تتم الآن عبر الإنترنت، وسواءً كنت ستعمل في شركة جديدة (ظهرت بعد الجائحة) أو موجودة من قبل، حيث قامت عدة شركات كبرى في الوقت الحالي ومن بينهم أدوبي Adobe و أمازون Amazon و فيسبوك Facebook و ماستركارد Mastercard و مايكروسوفت Microsoft و باي بال Paypal، إلى خطة عمل عن بعد طويلة الأجل. فأنت بحاجة إلى تجهيز المكان ليعطي لك المزيد من الثقة.

يمكننا أن نلخص النصائح بشكل سريع في أن تحصل على كل المساعدة الممكنة، فـ بدايةً يجب عليك التأكد من أن كاميرا الحاسوب الخاص بك تعمل بكفاءة وأن الإضاءة مناسبة وأن الميكروفون يعمل بشكل مناسب وكذلك الإنترنت، من ثم أحضر ما قد تحتاجه داعمًا للرد على أسئلتك مثل الشهادات والسيرة الذاتية الخاصة بك وأي مستندات أخرى يمكن أن تحتاجها بجوارك وضعهم بترتيب يسهل عليك الوصول لكل واحدة منهم فهذا سيضيف لك ثقة كبيرة عند الرد على الأسئلة والحديث بشكل عام.

ثامنًا: هو حديث في النهاية
بعد كل شيء من التجهيزات لمقابلة العمل سواءً جلب شهادات الخبرة الخاصة بك وارتداء بذلتك وربطة العنق وغيرها، ففي النهاية سوف تظل مقابلة العمل هي مجرد محادثة، لها غرض أساسي هذا صحيح - لكنك قادر على اكتساب الكثير من وراءها ايضًا.

فكر في الأمر من هذه الناحية، وذكر نفسك بمقولة المدربة المهنية، أليسيا دوجيرتي:
"في الجانب الآخر من المكتب يكون شخص حي لديه شكوك ومخاوف وقصة خاصة، لذلك اسأل نفسك عما يمكنك تعلمه من هذا اللقاء، ثم ابتسم واذهب إلى مقابلة العمل بثقة".

في النهاية قد تكون شكوك وعدم ثقتك قبل الدقائق الأخيرة من مقابلة العمل متعلقة بمعتقدات غير صحيحة في رأسك، قد تكون تركت عملك السابق بقرار تسريح وترى هذا سيشكل عائقًا أو أنك لا تعرف الكثير عن الشركة التي سوف تتقدم لها، وسواءً هذا أو ذاك ففي الواقع مقابلة العمل على الأغلب ما تكون أسهل من ذلك بكثير. لذا فقط أذهب وأنت واثق أن قدراتك كافية تمامًا للظفر بالوظيفة.


تابع المزيد من المقالات على مدونة جوبذاتي




شارك الخبر