تدريب الموظفين - ما هو ولماذا تحتاجه الشركات؟
تدريب الموظفين - ما هو ولماذا تحتاجه الشركات؟ دائمًا ما نسمع بمصطلح "موظفين أكفاء"، هؤلاء الذين تبحث عنهم الشركات بشكل مستمر، كونهم أكثر من يمكنهم تحقيق مستويات عالية من الإنتاجية مقارنةً بغيرهم من الموظفين الذين قد لا يكونوا على القدر الكافي من الخبرة أو ليس لديهم ما يكفي من ثقافة العمل لإنجاز المهام بشكل أسرع، مما يُبطئ عملية الإنتاج.
وعلى الرغم من أن "الموظفين الأكفاء" هم ملاذ الشركات فعليًا للهروب من دوامات المشاكل المستمرة، إلا أن الحقيقة أن توظيف الأكفاء أمر مُجهد ماديًا بالنسبة للشركات والمؤسسات حيث أنهم على الأغلب الفئة الأعلى من حيث الرواتب من بين الجميع. وهذا ما رفع أهمية تدريب الموظفين في الشركات إلى قدر أكبر بكثير من كونه قيمة إضافية للشركات.
الواقع الذي تعيشه الشركات التي لم تنجح في خلق كوادر من الموظفين الأكفاء بالإعتماد على الموارد البشرية الداخلية، تضطر في الوقت الحالي لدفع رواتب أكثر من منافسيها، سواءً لاستقطاب موظفين أكفاء من خارج الشركة، أو زيادة عدد الموظفين لإتمام المهام نفسها. لذلك دعنا نتحدث أكثر عن تفاصيل تدريب الموظفين ولماذا أنت بحاجة له فعليًا؟
ما هو تدريب الموظفين؟
لغويًا، يُشير التدريب إلى عملية التعليم التي يتلقاها الشخص لإتقان مهارات جديدة من أجل مساعدته على تحسين أداءه في الشيء الذي يتلقى فيه التدريب، وعندما يتعلق الأمر بـ تدريب الموظفين، فإننا نتحدث بشكل مباشر على هدف رئيسي للتدريب حيث سيكون الموظف على موعد مع تحسن واضح في أدائه الوظيفي فضلاً عن عمله بكفاءة أكبر.
وقد يشمل التدريب عددًا من النقاط مثل؛ التدريب على مستوى الشركة مثل أن يتم تدريب قسم كامل من الموظفين على استخدام آلات جديدة، أو ربما يكون ذلك التدريب فرديًا لموظفين بأعينهم.
هذه العملية التدريبية يُمكن أن يتم الإشارة لها على أنها عملية الاستثمار الاستراتيجي للوقت والطاقة والموارد من أجل تحسين موظفي الشركة، من خلال كل شيء يتعلق بـ تدريب الموظفين سواءً التدريب على المهارات البرمجية أو تحسين سير العمل أو التظليل الوظيفي وغيرها.
وجديرًا بالذكر ايضًا أن تدريب الموظفين وتطوير الموظفين هما مصطلحان مختلفان بشكل أساسي على مستوى التطبيقات التي تتم في برامجهما، حيث أنهما يؤثران بشكل كبير على الطريقة التي يُفكر بها قادة الشركات على مستوى تحسين الأداء.
طالع مقال: فوائد التدريب للموظفين على الحالة العامة لشركتك
لماذا تحتاج شركتك لتدريب الموظفين؟
هذا هو السؤال المنطقي الآن، لماذا تحتاج الشركات بشكل حقيقي لتطبيق برنامج ما بهدف تدريب الموظفين بغض النظر عن التكلفة المرتفعة للموظفين الأكفاء؟ دعنا نجيب على السؤال من خلال التطرق لأربعة مكاسب رئيسية.
استقطاب المواهب والاحتفاظ بها وبناء كوادر مستقبلية
في أكتوبر عام 1979 حوّل نادي برشلونة الإسباني مسكن ريفي قديم بجوار النادي إلى مبنى سكني للاعبين الشباب ضمن أكاديميته التي تسمى "لا ماسيا"، وفي سبتمبر عام 2000، استقدم النادي طفلاً أرجنتينيًا وقتها كان في الثلاثة عشر من عمره، وفي سبتمبر الماضي 2020 كان قد مر عشرون عامًا، قدم فيها هذا الطفل كل شيء للنادي الكتالوني وحقق 34 لقبًا رسميًا مع النادي، هذا الطفل هو الآن المصنف كأفضل المواهب التي ظهرت في تاريخ كرة القدم، بالطبع نتحدث عن ليونيل ميسي.
ميسي كان في بلده الأرجنتين يلعب لنادي "نيولز أولد بويز" و انضم لبرشلونة كـ أحد المواهب اللامعة التي كان يأمل فيها إدارة النادي رغم أنه لم يكن متعافيًا صحيًا آنذاك، إلا أنه إنضم للتدريب مع أكاديمية لا ماسيا واستثمر فيه النادي بعض الأموال والإهتمام، ومنذ عدة سنوات وحتى يومنا هذا كان يحمل ميسي وحده مسؤولية برشلونة.
هذا هو التأثير الذي يُحدثة التدريب، يساعد على جلب المواهب من أي مكانًا كان والاحتفاظ بها (حتى لا تترك فرصة للمنافسين للاستفادة منهم) وكذلك بناء كوادر ذات ثقة تحمل نفس جينات المكان في المستقبل. وعلى الرغم من أن عملية تدريب المواهب في كرة القدم تعد أصعب عشرات المرات من تدريب الموظفين في الشركات، إلا أن مِثال ميسي هو الأكثر قوة للاستدلال على قدرة تدريب الموظفين على تحقيق استقرارًا كبيرًا في مستقبل الشركة.
ومن ناحية اخرى وبالعودة للتركيز على عملية إدارة المواهب في الشركات (تدريب الموظفين)، فإن الدراسات تُشير إلى أن الموظفون يشعرون بأنهم مستثمرون، مما يجعلهم يشعرون بتقدير أكثر ويمنحهم فرص أكثر للتحسين والتقدم.
تحسين الإنتاجية والمشاركة
يساعد دعم وإلهام الموظفين في العمل على تحسين وضع الإنتاجية وكذلك رضاء الموظفين عن عملهم، ورغم ذلك فإن 33 بالمئة فقط من إجمالي القوى العاملة يقولون أنهم منخرطون في أعمالهم، وهو ما سيؤثر بشكل سلبي ويعرقل الإنتاجية في العمل.
تدريب الموظفين يساعد في في تحقيق هذا الشعور بـ الدعم والإلهام وتحسين الإنتاجية والمشاركة داخل بيئة العمل.
تعظيم الأداء
عملية التوظيف هي عملية معقدة يدخل فيها العديد من الجوانب وفي الأغلب فإن الأشخاص الذين تم توظيفهم في الشركات قد يكونوا قادرين فعلاً على إتمام أدوارهم العملية بشكل جيد، إلا أن تدريب الموظفين يساهم بشكل أكثر فعالية في تحديد نقاط القوة والضعف عند الأشخاص الذين تم تعيينهم من خلال نظرة ثاقبة على قدراتهم.
ليس هذا فقط، فـ تدريب الموظفين يساعد ايضًا على تعظيم الأداء من خلال سد الفجوات الموجودة في المهارات المختلفة لدى الموظفين في الشركات وتحقيق أقصى استفادة ممكنة، وبالطبع سيكون الموظفين الذين لديهم علم بأحدث المهارات والتقنيات نقطة تميز للشركة أمام منافسيها.
طالع مقال: أشهر 5 طرق لـ تدريب الموظفين
تزايد الأرباح
بطبيعة الحال، الإدارة الناجحة تسعى دائمًا للحصول على تقدمات مالية ملحوظة نظرًا لكونها أحد أكثر الأشياء التي تؤثر على مصير الشركة ومدى بقائها وقدرتها على المنافسة في المستقبل، وبما أن الموظفين الذين لا يملكون المهارات الكافية، يُكلفون الشركات خسائر تقدر بمليارات الدولارات كل عام، فمن الطبيعي أن تلجأ الإدارات الذكية إلى تدريب الموظفين لمحاولة معالجة الخسائر المتفاوته والناتجة عن أخطاء غير متوقعة.
وبجانب الأخطاء التي قد يرتكبها الموظفون بسبب ضعف خبراتهم، فإن عدم تدريب الموظفين قد يكون عائقًا أمام سياسة التوظيف الصحيح التي من شأنها أن تجعل اختيار الموظفين داخل دورة منتظمة، وهو ما سيقلل تكاليف التوظيف وسيرفع معدلات الأرباح بصورة ملحوظة.
ختامًا، فإن كبرى الشركات في العالم تعمل بجد على تطوير برامج تدريب شديدة الذكاء لموظفيها بهدف مساعدتهم على فهم تفاصيل العمل مع الآلات والمعدات والتقنيات المختلفة بصورة واضحة أكثر وبالتالي تقليل معدل إتمام المهام في أيام العمل العادية فضلاً عن تجنب الكثير من الأخطاء التي قد يكون بعضها محرجًا لسمعة الشركة جنبًا إلى جنب مع زيادة نسبة المرتجعات، أو ارتكاب أخطاء مباشرة مع العملاء حال كان الموظفون غير المُتدربين لديهم خط اتصال مباشر معهم. لذلك فإن كل الأحوال تعني أنك بحاجة إلى الإنتباه جيدًا لحالة تدريب الموظفين داخل شركتك وكيف ستقوم بوضع خطة تدريب الموظفين الأولى الخاصة بك.
تابع المزيد من المقالات على مدونة جوبذاتي