فوائد التدريب للموظفين على الحالة العامة لشركتك - يساهم تدريب الموظفين في رفع الأداء المالي لشركتك، وعلاج إهدار الوقت الذي قد يصل إلى يوم كامل من وقت العمل، وكذلك إعداد مدراء جدد، والكثير من الأشياء الاخرى التي تحدثنا عنها في مقالنا السابق حول "كيف يؤثر تدريب وتطوير الموظفين على نمو شركتك".

كل هذه الأشياء هي إسهامات فعالة لتدريب الموظفين بالنسبة لإدارات الشركات، كلها نتائج تنعكس بشكل إيجابي بالنسبة للإدارة، لكن ما هي  فوائد التدريب للموظفين على الحالة المعنوية العامة لشركتك وهل هناك فعلاً ما يجعل أدوار تدريب الموظفين أكثر من مجرد تأثير إيجابي مُلاحظ في نتائج الإدارة؟

فوائد التدريب للموظفين على الحالة العامة لشركتك

أولاً، وللإجابة على سؤلنا حول تواجد أدوار لتدريب الموظفين أكثر من مجرد نتائج إدارية، فـ الإجابة هي بالطبع نعم، فـ الموظفون هم أشخاص فعليين في كثير من الأوقات تساهم مشاعرهم وحالتهم المزاجية والنفسية داخل بيئة العمل على تقديم المزيد من النجاحات الفعلية للشركة، لكن كيف يُعد تدريب الموظفين جزءً من الأجزاء المهمة للغاية عندما يتعلق الأمر بـ الحالة العامة لشركتك؟

أولاً: الشعور بالتقدير
الموظفون العاديون يشعرون في العموم - وهو شعور ينشأ بشكل فطري - بأنهم جزء من أجزاء الترس الأكثر استغلالاً في منظومة العمل في الشركة، فـ بعضهم مقتنعون تمامًا أنهم يعملون بشكل أكثر من الطبيعي (ربما مقارنةً بساعات العمل أو ربما مقارنةً بالراتب الذي يتقاضاه شهريًا) وأقل من الوقت الذي يعمله موظفوا الإدارة، وهو ما يُسبب لهم حالة من سوء الفهم "بأنهم غير مقدرين بالشكل الكافي والهدف فقط هو الاستفادة من تواجدهم في تسيير الأمور".

هذا الشعور الفطري الذي قد يدخل به الموظف إلى بيئة العمل (هو جزء طبيعي من حياة الموظفين خاصةً هؤلاء الموظفين الذي كان لديهم تجارب سيئة في شركاتهم السابقة) قد يتلاشى فور انغماسهم في المنظومة، لكن وبفرض السيناريو الأسوء وهو عدم تلاشي هذا الشعور بالاستغلال وأنهم الأقل قدرًا بالنسبة للإدارة في منظومة العمل، فكيف يكون تدريب الموظفين عاملاً مساعدًا على تلاشيه؟

في الواقع يمكننا الحديث عن عدد من الطرق التي يساهم من خلالها تدريب الموظفين على تحسين المفاهيم الخاطئة في عقول الموظفين، لكن وباختصار شديد يمكننا أن نقول أن تدريب الموظفين يتسبب في تعزيز ثقافة الشركة داخل عقول الموظفين سواءً الجدد أو الحاليين، ويقدم لهم شعورًا بالإهتمام بتعديل بعض الأخطاء التي من شأنها أن تؤثر على أدائهم وربما تسببت في عقوبات لائحية عليهم فيما بعد، فيضعون جزءً أكبر من تركيزهم في العمل ويهتمون بتفاصيل أكثر دقة ولا يترددون في طلب المساعدة.

ثانيًا: الشعور بالأمان المستقبلي
الموظفون لديهم رؤية كما للإدارة تمامًا، فهم يعملون بجد إذا كانت الإدارة تعمل بجد، و سيكونوا متحمسين إذا كانوا مقتنعين أنهم يعملون على مشروع قوي فعليًا ومن أجل أهداف يؤمنون بها، وهو ما سيجعلهم يرون في التدريب شيئًا إيجابيًا في الشركات والمؤسسات. والسبب في ذلك هو أن الشركة تنفق الكثير من المال، والوقت، والجهد، على تدريب الموظفين، لذلك فإنها ترغب في الحفاظ عليهم في المستقبل، ليس الحفاظ عليهم كـ موظفون فقط، بل الحفاظ عليهم كـ كوادر لديهم أولوية في العديد من الأشياء داخل الشركة.

يساهم الشعور بالأمان المستقبلي عند الموظفين في تعزيز ارتباطهم بالشركة وكأنها شركتهم، وهو ما يجعلهم مقتنعون أنهم لن يكونوا بحاجة في يومًا من الأيام للبحث عن مكان أفضل بقدر ما سيكونون بحاجة إلى المساهمة الفعالة في تطوير الشركة وتعزيزها في سوق العمل الذي تستهدفه.

طالع مقال: تدريب الموظفين - ما هو ولماذا تحتاجه الشركات؟

ثالثًا: تعزيز ثقافة التعلم المستمر
كذلك وبالإضافة إلى أن الشعور بالأمان المستقبلي واحدًا من فوائد التدريب للموظفين، فإن أسواق العمل واحدة من الأشياء التي لا يظل بها شيء ثابت إلى فترة طويلة، فربما تتغير التقنيات المستخدمة، وربما تكون طرق الإدارة بحاجة للتعديل، وربما تُعاد هيكلة بعض الوظائف وربما كان ضروريًا أن يحصل بعض الموظفين على مهام جديدة. وهو ما يجعل تعزيز ثقافة التعلم المستمر حول الأشياء الجديدة في مجال العمل واحدًا من فوائد التدريب للموظفين.

من خلال التدريب يكون الموظفون على قدر أكبر من العلم بما يخص مجال العمل الخاص بهم، ما هي تفاصيل تقدم التقنيات المستخدمة حاليًا أو ما قد يتم استخدامها في المستقبل؟ بالإضافة إلى ذلك سيكون كافة المتدربين لديهم وعي كافي حول المسار الذي من المفترض أن تسير عليه الأسواق في الفترة المقبلة، سواءً على الصعيد العالمي أو الصعيد المحلي.

وبغض النظر عن طرق التدريب الذي قد تكون الشركات أو المؤسسات تعتمد عليها (وفقًا لقدراتها المادية وحاجاتها التقنية وأهدافها التثقيفية والسلوكية) فإن إدارة الشركات سوف تلاحظ مدى النجاح في تعزيز ثقافة المعرفة والتعلم المستمر الذي ستحققه عند تدريب الموظفين بشكل دوري.

يمكنك التعرف على أنواع التدريب المختلفة من خلال المقال الذي نشرناه على مدونة جوبذاتي بعنوان "أشهر 5 طرق لـ تدريب الموظفين"

رابعًا: قدرة الجميع على المشاركة بآرائهم
في كثير من الأحيان يكون لدى الموظفين آراء معينة عن بعض الأشياء التي تحدث في الشركة أو المؤسسة التي يعملون بها، هم يرون شيئاً ما خاطئ أو شيئًا ما كان من الجدير أن يتم بصورة أفضل من ذلك، لكن المشكلة الحقيقية فيما يخص مشاركة الموظفين بآرائهم في بيئة العمل هو أن تلك الآراء عادةً ما تكون مجرد آراء سلبية ليس لها أي دافع تطويري بقدر أنها فقط آراء نقدية.

وإذا حصل الموظفون على التدريب المناسب لهم داخل الشركة فبذلك هم يحصلون على معلومات وافية أكثر عن الشركة من حيث الأهداف والرؤية والتاريخ وسياسة العمل والتحديات وما إلى ذلك من الأمور التي قد يجهلونها، مما يجعل قدرتهم على تحليل المواقف ورؤية الصورة بشكل أفضل هو الشيء المتوقع، وبالتالي سيكون لديهم آراء منطقية أكثر وجدرية أكثر بالاستماع بهدف التطوير في منظومة وبيئة العمل وبالتالي وفي حال تنفيذ بعض المقترحات من جانب الإدارة سيشعر الموظف بأنه قادر فعليًا على إحداث فارق وتأثير أكبر من كونها أحد الأشخاص العاملين في المكان ولا أكثر من ذلك.

ختامًا، يجب على الشركات النظر بشكل جاد أكثر للفوائد التي يقدمها تدريب الموظفين على الحالة العامة للشركة ليس فقط قدرات التدريب على خلق حالة مالية أفضل للشركة والمؤسسات، حيث أن الحالة العامة للشركة قادرة على تحقيق فوائد بعيدة المدى وأكثر فعالية فيما يخص قيمة الشركة المالية ومكانتها كذلك. فـ موظفيك هم كل شيء في الواقع، وهم من يستطيعون أخذ الشركة إلى أبعد نقطة ممكنة.

يمكنك ايضًا الإطلاع على هذا المقال (كيف تضع خطة تدريب الموظفين المثالية لشركتك) الذي سيساعدك على فهم بعض التفاصيل الخاصة بـ الخطة الأفضل لشركتك.


تابع المزيد من المقالات على مدونة جوبذاتي




شارك الخبر