تحدثنا في مقالات سابقة عن حجم وكيفية التأثير الذي يُحدثه تدريب وتطوير الموظفين على نمو شركتك، وكيف أن التدريب أصبح أحد الأعمدة الرئيسية التي تُعول عليها الشركات من أجل الحفاظ على مكانتها فيما هو قادم من أوقات بغض النظر عن تقلبات الأسواق الشديدة التي نشهدها منذ ما يقرب العامين.

وبشكل عام، فإن الأغراض من البرامج التدريبية هي أغراض مختلفة، ولكل نوع من أنواع التدريب هدف معين ومناسب من أجل تقديم شكل معين من المعلومات. وبغض النظر عن تفاصيل اختيار تلك الطريقة التي يتم من خلالها تدريب الموظفين (حيث من الممكن التطرق لها في مقال قادم) دعنا نتحدث عن أشهر 5 طرق لـ تدريب الموظفين مع بعض السلبيات والإيجابيات لكل طريقة…

أشهر 5 طرق لـ تدريب الموظفين

قبل الخوض في طرق تدريب الموظفين الخمسة الأشهر، دعنا نؤكد على ضرورة دراسة جدوى كل طريقة قبل تطبيقها من حيث مدى تناسبها مع أهداف التدريب الخاصة بشركتك، قبل البدء في ترتيب خطتك وفقًا لإحدى الطرق. الآن دعنا نبدأ مع أول طريقة من طرق تدريب الموظفين.

أولاً: تدريب الموظفين بنظام برنامج التدريب في الفصول الدراسية
نعم، مثل الجامعة والمدرسة يعد أحد أكثر أنواع تدريب الموظفين انتشارًا هو نظام الفصول الدراسية، الذي يتم من خلاله تدريب الموظفين في فصول دراسية مع نسق مؤهل في يوم أو أكثر من يوم، سواءً داخل الشركة أو خارجها، حيث يمر مجموعة الموظفين بسلسلة من الأنشطة والعروض التقديمية، من بينها دراسات الحالة وبعض المعلومات الاخرى المتعلقة بنفس مجال الأعمال التي تقدمها الشركة.

طالع مقال: كيف تضع خطة تدريب الموظفين المثالية لشركتك في 4 خطوات

وعلى الرغم من كون الفصول الدراسية طريقة مميزة في تقديم تدريب معرفي لمجموعة كبيرة من الموظفين في نفس الوقت، إلا أنه أحد أكثر الأنواع التي تكلف الشركات تكلفة مادية عالية بسبب إمكانية تأجير الأماكن التي سيتم فيها التدريب وكذلك إمكانية تطلب السفر لمجموعة من الموظفين لتلقي التدريب سواءً من محافظة لمحافظة أو حتى إلى بلد اخرى، بالإضافة إلى ضرورة توفير الطعام، بالإضافة إلى أن بعض الموظفين قد لا يتقبلون فكرة التدريب في الفصول الدراسية.

ثانيًا: تدريب الموظفين بنظام التدريب التفاعلي
التدريب التفاعلي Interactive Learning هو أحد أكثر أشكال تدريب الموظفين فعالية داخل مكان العمل، حيث يتشارك الموظفين الذين يتلقون التدريب في تجربة تعلم خاصة بهم، من خلال محاكاة بعض السيناريوهات المختلفة من بينها لعب أدوار أو إجراء اختبارات مختلفة.

ويعد التدريب التفاعلي واحدًا من الطرق التي تسمح للمتدربين تعلم واستخدام مهاراتهم الجديدة وتطبيقها ضمن سيناريو عمل واقعي، فـ على الرغم من أن هذا النوع من التدريب يتطلب وقتًا أطول من الوقت المعتاد للتدريب وتحديدًا عندما يتعلق الأمر بتدريب الموظفين، إلا أن المهارات والمعلومات التي سوف يخرج بها كل موظف ستكون أكثر جدوى.

ثالثًا: تدريب الموظفين أثناء العمل
على عكس ما قلناه حول الطريقة السابقة لتدريب الموظفين من خلال نظام التدريب التفاعلي، فإن التدريب على رأس العمل On-The-Job Training يعتمد على تدريب الموظفين أثناء أداء وظائفهم الفعلية و نشاطات حقيقية وليس مجرد سيناريوهات موضوعة بهدف التدريب كما من المفترض أن يحدث في نظام تدريب الموظفين التفاعلي.

يمتاز هذا النوع من التدريب (التدريب أثناء العمل) بأنه يمنح الموظفين اكتساب خبرات حقيقية قوية تتعلق بمهام وظيفتهم الحالية وكذلك ما يمكن أن يكونوا عليه في المستقبل، ويصفه خبراء التوظيف والتدريب على أنه واحدًا من أكثر الطرق الفعالة عندما نتحدث عن تدريب الموظفين تخطيطًا للتعاقب الوظيفي.

ويسمح التدريب أثناء العمل (على رأس العمل) للموظفين بالتعلم السريع خصوصًا وأن الموظفين يكونون أمام عقبة حقيقية من المفترض أن يقوموا بحلها. وهو أمر يجعل التدريب أثناء العمل مرهقًا بالنسبة لعدد لا بأس به من الموظفين وكذلك بحاجة إلى رفاهية على مستوى الوقت نظرًا لأنه يتطلب التواجد المستمر والتدخل من أصحاب الخبرات الحقيقية.

طالع مقال: تدريب الموظفين - ما هو ولماذا تحتاجه الشركات؟

رابعًا: تدريب الموظفين بأسلوب التعليم الاجتماعي
ظهرت نظرية التعلم الاجتماعي Social Learning Theory عن طريق جابريل تارد، في الفترة ما بين 1843 و 1904، وهو في الأساس نظرية تتمركز حول سيكولوجية تعلم الناس من خلال السلوكيات الجديدة عن طريق التعزيز والعقاب الصريحين أو من خلال استخدام طريقة التعلم بملاحظات المجتمع من حولهم، حيث أن النتائج الإيجابية والمرغوب فيها التي يراها الناس من قبل غيرهم ترفع احتمالية تقليدهم ومحاكتهم وتبني هذا السلوك.

وفيما يخص التعلم الاجتماعي عند تدريب الموظفين فإن التعلم الاجتماعي يتم بطريقة تدريب مقصودة للغاية في مكان العمل، وتعد أبرز سلبيات هذه الطريقة من تدريب الموظفين هو صعوبة تنظيم وقياس والتحكم بهذا الشكل من التدريب، إلا أنه لا يزال واحدًا من الطرق التي قد تكون فعالة للغاية خاصةً وأن الموظفين يتم دفعهم خارج حدود الأدوار اليومية، ومع ذلك سوف يكتسبون وجهات نظر ومهارات جديدة لحل المشكلات.

خامسًا: تدريب الموظفين عبر الإنترنت
اليوم أصبح الإنترنت هو أحد أبرز الوسائل التي تساعد الأعمال على التقدم، وظهر هذا بقوة خلال الفترة الماضية التي ظهرت فيها جائحة كورونا، والتي تسببت في الإغلاق الإجباري في معظم دول العالم، حيث كان الإنترنت هو الوسيلة الأبرز التي يتم من خلالها إتمام المهام اليومية، إجراء الاجتماعات، البيع بالتجزئة، وغيرها من المهام.

وبغض النظر عن فترة جائحة كورونا، فإن التعليم الإلكتروني أو التدريب عبر الإنترنت هو أحد أكثر الحلول المعترف بها حول العالم لوضع خطة تدريب الموظفين بشكل فعال، حيث من الممكن أن تتضمن برامج التدريب في مكان العمل عبر الإنترنت دورات تعليم إلكتروني وندوات ومقاطع فيديو وما شابه، مع إمكانية قياس مدى استيعاب المعلومات واختبارها بأشكال مختلفة.

وتعد أبرز مميزات التي يوفرها نظام تدريب الموظفين عن طريق الإنترنت هو أن الموظف سيكون لديه الحرية الكاملة في تلقي التدريب بالأسلوب الذي يفضله مما سيجعله أكثر قابلية لتلقي المعلومات واستيعابها وكذلك التعلم أثناء التنقل وليس فقط في مكان واحد.

طالع مقال: فوائد التدريب للموظفين على الحالة العامة لشركتك

وبالطبع فإن لكل جانب من الجوانب بعض الأشياء السلبية وهنا الحال لم يتغير، حيث أن أبرز الجوانب السلبية تتمثل في ارتفاع تكاليف التطوير الأولية لاعتماد تلك الألية خاصةً وإن كانت الشركات سوف تعتمد على نفسها في إطلاق البرامج التعليمية وليس على أطراف ثالثة.

في النهاية، يجب أن تعلم أن التدريب نادرًا ما يكون مجاني حتى وإن توفرت الخبرات التدريبية في الشركة أو المؤسسة، إلا أن طريقة التدريب وكيفية طرحه هي التي تحدد مدى التكلفة ففي بعض الأحيان تكون قليلة وفي أوقات اخرى ترتفع أكثر.


تابع المزيد من المقالات على مدونة جوبذاتي




شارك الخبر